يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

حياتي: رجع بوح الشقاء

ـ1ـ

حَياتِي..

كَجُرْحٍ ثَخينٍ

غَزَتْهُ الدِّماءُ

وَضاعَتْ بِهِ هَمْهَماتُ الْمَآسي..

حَياتِي:

أَلَيْسَتْ هِيَ رَجْعَ بَوْحِ الشَّقاءْ؟

ـ2ـ

أَطيرُ ..

كَفَرْخِ حَمامٍ

رَأَى الْجَوَّ مُنْخَفِضاً فَعَلا.. وَانْتَشى

حَتَّى غابَ عَنْ ناظِرَيْهِ

سِحْرُ الْفَضاءْ.

ـ3ـ

أَكَلْتُ الْهَناءَ..

فَلَمّا شَبِعْتُ،

أَصابَني شِبْهُ خَواءْ

شَرِبْتُ السَّعادَةَ يَوْماً،

فَأَحْسَسْتُ أَنّي شَرِبْتُ الْهَواءْ

ـ4ـ

رَسَمْتُ الأَماني قُصوراً،

بَنَيْتُ لَها الْقِبَبَ وَالْحُصونَ،

وَزَيَّنْتُها بِالزُّمُرُّدِ،

بالنَّجْمِ،

بِالْقَمَرِ الزِّئْبَقيِّ،

وَلَمّا صَحَوْتُ،

ذُعِرْتُ أَنا.. إِذْ رَأَيْتُ الْقُصورَ تَلاشَتْ

وَأَضْحَتْ هَباءْ.

ـ5ـ

نُبِذْتُ لِفَقْري،

رُجِمْتُ،

طُعِنْتُ مِراراً، وَلَمْ أَتَأَفَّفْ..

ولكِنِّي قُلتُ بِصَمْتٍ شَديدٍ:

أَهذا، إِلهِيَ، ما تَبْتَغيهِ السَّماءْ؟

**