يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

ضمير الرأفة

ـ1ـ

ـ خُذْ وَابْتَعِدْ..

سَأَصْفَعُكْ..

إذا اقْتَرَبْتَ، مَرَّةً أُخْرى،

كَعَبْدٍ.. تَبْتَغي اللُّقْمَةَ مِنِّي.

ـ2ـ

.. وَابْتَعَدْتُ

مُسْرِعَ الْخَطْوِ إِلَى حِضْنِ الأَزِقَّةِ

وَالزَّوايا،

أَلْعَنُ يَومَ وُلِدتُ

وَمَدَدتُ أَذرُعي للنّاسِ

كَيْ يَنزاحَ ثِقْلُ المَوْتِ عَنِّي.

ـ3ـ

.. وَابْتَعَدْتُ، مِثْلَ لَيْلٍ مُدلَهِمٍّ،

يَغْرُسُ الْعَيْنَيْنِ تَحْديقاً وَخَوفاً،

وَمَشَيْتُ عارِيَ الْكَفَّيْنِ

مَغْلولَ الْيَدَيْنِ

فَوقَ آمالي وَأَفكاري..

وَظَنّي.

ـ4ـ

يا ضَميرَ الرَّأفَةِ..

الْمطْعونَ بِالأَظافِرِ الْخَرساءِ

في لَيْلاتِ حُبٍّ وَهوىً.

أَذْكُرُ يَوْمَ جِئْتُكَ مُنْحَنِياً

كَاللَّعْنَةِ أُدَبْدِبُ،

وَقُلْتُ لَكْ: أُريدُ مِنْكَ رَحْمَةً..

وَأَذْكُرُ كَيْفَ صَرَختَ عالياً:

ماذا بِكَ؟.. ماذا بِكَ؟

تُغَنّي.. ثُمَّ تَشْحَذُ.. ثُمَّ تُغَنّي؟

ـ5ـ

يا ضَميرَ الرّأفَةِ

لَو لَمْ أَكُنْ عَقْراً بِهِ الدِّيدانُ تَرْتَعْ..

أَو أَنيناً يَجْرَحُ الآذانَ،

عَفْواً،

فَأَنيني لَيسَ يُسمَعْ

لانْحَنَيْتَ خاضِعاً..

مُسْتَسْلِماً لِرَغْبَتي،

وقُلْتَ لي: أُطلُبْ تَجِدْ

حَتّى النُّجَيْماتِ الَّتي لا تَدْخُلُ

فَلَكَ التَّمَنّي.

صباح الخير، العدد 175، 22 كانون أول 1969

**