يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

أتربة الحزن

ـ1ـ

غَريبٌ أَنا..

في دِيارِ الأَحِبَّةِ

أَمْشي،

وَأَرْكُضُ خَلْفَ الضَّياعِ

وَأَغْزُلُ نَجماً كَنَجْمِ الْمَجوسِ

مُضيئاً،

لِيُرْشِدَني إِلى مِذودِ حُبِّي.

ـ2ـ

أَنا..

مَنْ أَنا؟

مَنْ أَكونُ؟!

فَصَمْتي رَهيبٌ،

وَعَيْشي كَئيبٌ،

وَأَتْرِبَةُ الْحُزْنِ تَأكُلُ نَعْلي

وَجَورَبِيَ الْعالِقَ خَوفاً

بِأَطرافِ ثَوبي.

ـ3ـ

أَنا..

مَنْ أَنا؟

هَلْ غُباراً أَتَيْتُ مَعَ الرِّيحِ

في لَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الشِّتاءِ الْبَغيضِ

وَلَفَّني

لَفَّني 

بَرْدٌ شَديدٌ 

أَطاحَ بِعَقْلي..

فَرُحْتُ أُفَتِّشُ بَيْنَ الضَّبابِ

وَأَنْدَهُ: 

يا ابْنَ التُّرابِ

تَمَهَّلْ..

فَفي صَدْرِكَ الرَّحْبِ 

أَشْلاءُ قَلْبي.

ـ4ـ

.. وَضاعَ نِدائي

الَّذي لَمْ يَكُنْ لي سِواهُ رَفيقاً،

فَحينَ أَمَلُّ أُغَنّي لِذاتي،

لِسَمْعي،

لِوَحْشَةِ دَرْبي.

 صباح الخير، العدد 170، 17 تشرين الثاني 1969

**